اللحظـــة الشعرية
منفى الشاعر الراحل سركون بولص (1944-2007) ظلّ مؤقتاً ومبتوراً، ولم يصبح دائماً، مستقراً إلا في موته. ترك كركوك إلى بغداد "مركز أحلامه"، ولم يستقر فيها. ثم غادر بغداد بهدف الإقامة في بيروت "مكة حقيقية لكل شاعر"، ثم سرعان ما هجر بيروت إلى سان فرانسيسكو "المدينة الملائمة بما فيه الكفاية"، ومن سان فرانسيسكو صار يقفز إلى أوربا في كل فرصةٍ متاحة، هرباً من القارة الكاسرة. وفي أوربا توقف قلبه، وزالت مرارةُ فمه إلى الأبد، وعينُه تتطلع إلى "مدينة أين". سركون مشرد حقيقي، وشاعر آلام لا عزاء لها ولا سلوان. كيانه ينطق بذلك، وشعره. ومسراته المعهودة فاعليةٌ لقضاء الوقت. في هذا العدد تكرس له اللحظة الشعرية صفحاتها وفاءً، وعرفانا بالجميل.
انتخبت المجلة مقالة الناقد هولدرنس لأنها تنطوي على طرافة الخيال وخطورة المقصد. فهو يعرض في ندوة متخيلة لمواقف أربع مدارس نقدية، عبر أربعة نقاد. المجلة ترى أن توجهات المدارس النقدية المتعارضة مهما اختلفت لن تتجاوز الرغبة في التواصل النافع والممتع مع القارئ، حتى في توجهها "ما بعد البنيوي"، الذي يهجر الإنسان لصالح عزلة اللغة.
في العدد القادم تطمع المجلة أن تقدم مراجعة للمرحلة الشعرية التي تلت مرحلة الجيل الستيني. المرحلة التي نمت تحت ظل سلطة شمولية، بدأت الحياة معها بالتعتيم والانحدار. وتود لو تُسهم أقلام المعنيين والراغبين في المشاركة.
المجلة ستمنح صفحاتها لاستعادات الذاكرة عبر الفوتوغراف. وتود لو أن أصدقاءنا من الرواد، والستينيين، والسبعينيين، ممن يملك حفنة من صور أيامه وأيام مجايليه، يدعمون هذا المسعى بإرسال نسخ من هذه الصور عبر الإيميل، مُذيلة بالتاريخ والأمكنة والأسماء.
|
|
||
|