|
|||||||
المسلم (من واجهات اسبانيا)
صلاح نيازي
كتبتُ آياتي على خنجري وجئتُ نشوان كريح الصباح
هذا إلهي واحد فاعبدوا ربّاً شديد النار، جمّ السماح
وقفتُ كالشمس على صخرة أصيح : يا بحارُ يا بطاح
حيّ على الصلاه حيّ على الفلاح
فانتشتْ الأرض وغدرانها وهمّتْ الأشجار مثل الجناح
نزعتُ عن وجهي لثامي فهل تعرفُ وجهاً قاتلتهُ الرياح كنتٌ بصحرائي وحيد الهوى ومؤنسي ذئبٌ، وخلي نباح تصرعني الأردافُ ملفوفةً وأعشقُ العيون مرضى صحاح أهيم ُ بالكثبانِ لا أرعوي أخترق الأهوال شاكي السلاح من شعر الماعز بيتي إذا يدخله الزائر لايستباح بي عطش الرمال هل مزنةٌ تبلُّ صوتي المرّ ماءً قراح
فمن رغاء النوق تطويحهُ ومن صهيل الخيل فيه صُداح
وجاءني ضيفٌ على غرةٍ - والنجم فوقي غابةٌ من أقاح –
وقال : باسمِ الله ، لا ترتعب إتبع طريق الله تلقَ النجاح
شيدتُ بيت الله في غربتي آجرّة حباً، وأخرى طماح
زخرفتُه بالخطِّ من آيهِ غصناً على غصنٍ فغنى وفاح
شتلتُ زيتوني ، فمن صانعٌ من عود زيتوني الضُّبى والرماح
مرتْ قرون سبعةٌ لم أنم يؤرقني صوتٌ عميقُ النواح
هل جئتُ بالصحراء في شرعتي ؟ تضحكُ من عجبي الجواري الملاح
كثبانُها الارداف ملفوفةٌ ما شبعتْ من لَعبٍ أو مراحْ
يضربن بالعود الهوى والنوى مَن عتّق العود بدنًّ وراح ؟
هل دمُ طفل ذاك في خنجري أم دمُ حبلى روعتها الصّفاح ؟
لو قطرةٌ واحدة أهُدرتْ تكبرُ طوفاناً، وأي اجتياح
غسلتها بالبحرِ لم تنغسلْ ولطخةٌ أخرى جرت في الوشاح
غمدتُ في خاصرتي مسجدي وعدتُ أمشي مُثخناً بالجراح
نظرتُ خلفي ، لم أجد باكياً
|
|
||||||
|