عن شبكة المعلومات العربية محيط
دمشق: يتناول كتاب "يوميّات
نهاية الكابوس" لمؤلفه فوزي كريم الشاعر الناقد والمترجم
العراقي المقيم فى لندن منذ نهاية السبعينيات. ويدون فوزي كريم
فى هذا الكتاب ما يشبه يوميات منفي يتأمل خطوات الزمن باتجاه
نهاية الكابوس. حيث يرصد ـ حسبما أفادت صحيفة البيان
الإماراتية ـ التحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في
بلاده البعيدة العراق، فهو يطل على أحوال هذه البلاد من شرفة
الأدب فيستحضر في نصه وجوهًا عراقية تركت بصمات لا تمحى في
مسار الإبداع في هذا البلد من أمثال بدر شاكر السياب،
والجواهري، والبياتي، ومحمود البريكان، وعبد الكريم كاصد،
وحسين مردان وسواهم ممن سبقوا فوزي كريم في التعبير عن الحنين
الذي يغلي بين جوارحهم توقًا إلى وطن مشتهى لم يتواجد، قط، على
خارطة. ويحاول فوزي كريم أن يبين أن المنفى شكل ملاذًا آمنا،
ووطنًا بديلا لعشرات الآلاف من العراقيين خلال العقود الأربعة
الماضية وكان بينهم شعراء، وروائيون، وكتاب، ومسرحيون،
وسينمائيون، وصحفيون، وفنانون حيث يقول «هؤلاء جميعًا هربوا من
الموت والمهانة، وفضلوا حياة الكفاف واللايقين، في هذا المنفى
الغامض، على الموت والمهانة الأكيدين. وتوهج مواهبهم وقدراتهم
في فراغ هذا المنفى الموحش، هو ارفع مستويات الاحتجاج، وأسمى
المعارضات ضد ظل الطاغية الذي يحيط بالوطن كله». ويوضح المؤلف
أنه في الأشهر الثلاثة الأولى من العام 2003 التى حشدت فيها
الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا قواتها في المنطقة
استعدادًا للهجوم على العراق كان يرى نفسه متسمرا أمام شاشة
التلفزيون مغلوبًا على أمره، يرصد الأخبار لحظة بلحظة مترقبًا
ما سيحدث لبلده الجميل. تبدأ الحرب ويسقط (الطاغية) لتنتهي
يوميات الكابوس، غير أن العراق الذي يعيش في خيال الشاعر لم
يولد بعد، فثمة مساحات واسعة من الألم وأمام الشاعر أيامًا
طويلة، وعليه أن يدون يوميات أخرى كثيرة، حتى يتعافى العراق.
ومن موقعه كشاعر يتناول كريم في كتابه مسائل وقضايا تتعلق
بالشعر كما يتحدث عن هواجس الشاعر ومخاوفه، ومشاغله، وهمومه حث
يقول : «الشاعر باحث عن الإيمان واليقين مثل كل البشر، ولكنه
كتب عليه، دونهم، أن يظل كذلك دون أن يصل. كتب عليه أن يوسع من
أفقه، ويزداد رحابة حتى يحتوي على كل الحياة، والناس، والأفكار،
بكل ما تنطوي عليه من تعارضات. الاستعارة، وهي جوهر تقنيات
الشاعر، ما هي إلا تكوين رمزي مصغر لهذه التعارضات، والتناقضات،
والتنوع في داخله وداخل الحياة. إنها كما نعرف تجمع متعارضين
لا يجمعان. وكذلك شأن القصيدة بجملتها. إنها محاولة للتماس بين
الواقع واللاواقع، بين الحقيقة والخيال، بين الممكن والمستحيل».
ورغم أن حديث الروح والفن يشغل الصفحات الأكبر في الكتاب غير
أن الكاتب لا يهمل السياسة أيضًا فيتناول في حديثه الفروقات
بين السياسي والمثقف، والعلاقة بينهما، ويبدي وجهة نظر حول
الحركات والتيارات السياسية التي كانت تعرف بـ «المعارضة
العراقية» حتى قبل سقوط النظام العراقي، ويعيب على دور الأحزاب
السياسية في تلقين جيل من الشباب مجموعة من الشعارات الجاهزة،
والأيديولوجيات العقيمة والفارغة. جدير بالذكر أن المؤلف أصدر
مجموعة من الدواوين الشعرية والنصوص النثرية وبعض الدراسات،
فضلا عن مقالاته ومساهماته في الصحف والدوريات العربية. من
دواوينه الشعرية: «حيث تبدأ الأشياء»، «أرفع يدي احتجاجًا»، «جنون
من حجر»، «عثرات الطائر»، «مكائد آدم»، «قارات الأوبئة»، «السنوات
اللقيطة»، «آخر الغجر»...وغيرها. ومن أهم كتبه في مجال النقد
والدراسة: «من الغربة حتى وعي الغربة»، «مدينة النحاس»، «ثياب
الإمبراطور: الشعر ومرايا الحداثة الخادعة»، «الفضائل
الموسيقية»، «العودة إلى كاردينيا»...وغيرها، كما أنجز بعض
الترجمات من أبرزها ترجمة قصائد مختارة للشاعر سلفاتور
كواسيمودو. الكتاب يقع فى 248 صفحة من القطع المتوسط، وصدر عن
دار المدى بدمشق
. |