مابقي من ثقوب في ثياب الامبراطور بغداد
منذ سنوات بعيدات (1963- 1964) عرفت الشاعر فوزي كريم، كنا نرتاد مقهى فاضل في كرادة مريم، المقهى القريب من محلة العباسية، القريبة من جسر الملكة عالية، المحلة التي عاش فيها المبدع فوزي كريم، كنا نرتاد المقهى لغرض القراءة تحضيراً للامتحانات، وكنت ارى مجموعة من الادباء من زملاء فوزي كريم، وقد عجبت كيف انعقدت صداقة بين المشاكس الصاخب الشاعر شريف الربيعي، رحمه الله وبين الحيي الهادئ دمث الاخلاق، الذي لا يكاد يسمع صوته فوزي كريم،!!؟ كنت اتابع ما ينشره في بعض الجرائد العراقية، او في (الاداب) البيروتية، كما قرأت اول كتبه (من الغربة حتى وعي الغربة) وفي مؤتمر الادباء العرب المنعقد ببغداد ربيع عام 1969، كنت اراه دائماً بمعية صديقه الاديب السوري ممدوح عدوان- رحمه الله- في اروقة قاعة الخلد بكرادة مريم. حيث انعقدت جلسات المؤتمر. ومرت سنوات، طوحت بنا الايام، وغادر فيها فوزي كريم العراق، نحو دنيا الله الواسعة، ليعمل على تأسيس مشروعه الفكري النقدي الشعري الجاد، بعيداً عن العسف والرأي الواحد. عام 2000، اصدرت (دار المدى) كتابه النقدي الفكري المهم (ثياب الامبراطور، الشعر ومرايا الحداثة الخادعة) ليضاف إلى منجزه المعرفي الابداعي الشعري الثر، وفي الذاكرة كتابيه (العودة إلى كاردينيا) و(من الغربة حتى وعي الغربة) وتهافت الستينيين اهواء المثقف ومخاطر الفعل السياسي، ولقد اشتمل كتابه النقدي هذا على خمس مقالات، تناول في اولاها الموسومة (المرايا الخادعة لحداثة الشكل) موضوعة الحداثة الملتبسة الموهمة، التي وقع العديد من المبدعين اسرى هواها، وأسرى زركشتها المغوية، دون معرفة ان الكثير الصادر عن هذه الحداثة، انما هو محض هراء وهباء وتدليس على القارئ والمتلقي، انهم يهربون من الابانة والايضاح إلى اللغو والتهويم والانكفاء على الذات، للتخلص من الخواء الفكري الذي يعانونه، يرون الايهام فكراً ويرون التدليس على القارئ فلسفة وحداثة وما بعد حداثة. ومنذ سنوات بعيدات، قرأت في الملحق الادبي الذي كانت تصدره جريدة (الجمهورية)- الخميس الاول من ايلول/ 1966- قصة قصيرة عنوانها (الرغبة) كتبها ابراهيم السعيد، الذي غادر العراق في نهاية السبعينات نحو الولايات المتحدة، قرأت القصة مرة، وثانية واخرى دون ان يصل الي منها شيء، ولم افقه لها معنى او ما يشبه المعنى، واطلعت عليها اكثر من صديق، وكان الجواب: انهم لم يفهموا منها شيئاً، وتأتي المفاجأة بعد سنوات حين ذكر ابراهيم السعيد في مقالة له، انه قرر ذات يوم كتابة قصة لا تستند إلى أي معنى او ثيمة، مجرد حروف مرصوفة وكلمات لا رابط بينها، ولقد وقعنا نحن في هذا المطب والمنزلق، فأصبح كل موهم وملغز وملتبس، يشير إلى حداثة وما بعدها، بل أصبح البعض يوغل في الابهام والايهام، مستعلياً على القارئ، الذي يقع في حيص بيص، متلذذاً في هذا التدليس، واذا كنا نحن لعقدة الضعف امام الاخر، وخاصة الغربي، لم نجرؤ على رفع الرأس، ورفع الصوت، امام هذا الاستهزاء بعقل القارئ، لا بل كنا نهمس لبعضنا، او نتحدث من وراء حجاب، فان اهل مكة وقد عرفوا كل شعابها رفعوا الصوت عالياً بوجه هذا الضحك على القارئ، واوقعهم في موقع لا يحسدون عليه، يوم ارسل (الان سوكال) الاستاذ في جامعة نيويورك وقد هاله هذا الطوفان من الاحجيات والمطلسمات، دراسة محشوة بالمصطلحات المستعصية على الافهام وموغلة بالصياغات المتعالية الموهمة إلى مجلة شهيرة هناك هي (Social Text)، وقد فوجئ سوكال وكان يعتقد ان لعبته ستفتضح ، فوجئ بنشر الدراسة، في العدد الخاص؛ الذي خصصته المجلة لدحض الاصوات النقدية المضادة لما بعد الحداثة وللبنيوية الاجتماعية، واذ نشرت الدراسة الموهَمة هذه، بادر الان سوكال إلى كشف حقيقة دراسته المنشورة التي لا تعدو كونها مقاطع من مقالات ودراسات لا رابط بينها، فخرست المجلة الحداثية المحترمة!! ومقالة الان سوكال هذه تذكرني بنصيحة الدادائي تريستان تزارا لمن يريد كتابة قصيدة دادائية يقول فيها: (خذ جريدة/ خذ مقصاً/ اختر منها مقالاً له الطول الذي تنويه لقصيدتك/ قص باعتناء الكلمات التي يتألف منها المقال ثم ضعها في كيس!!/ خضه برفق/ اخرج قصاصة تلو قصاصة حسبَ ترتيب خروجها من الكيس/ استنسخ بنزاهة/ ستشبهكَ القصيدة/ وها انك كاتب في منتهى الاصالة وذو حسية ظريفة وان لا تفهمها العامة لا تفهمها) كما انها تذكرني بقصة (الرغبة) لابراهيم السعيد، الذي فضح لغز كتابتها هو نفسه. في المقالة الثانية من المقالات الخمس التي احتواها هذا الكتاب للشاعر فوزي كريم، التي وسمها بـ (مرايا الجذور: المذهب الشامي والمذهب البغدادي) ومع ان المصطلح- كما يقول هو نفسه- لم يأخذ مداه الطبيعي، او لم يكن دقيقاً، لكن ما لا يدرك كله، لا يترك جله، فان فوزياً قصد بالمذهب الشامي، جماعة الشعراء الذين ابتعدوا عن خوالج الذات وارهاصاتها، وجعلوا الهم الاساس في اشعارهم، لصوت العقل واللفظ الصاخب، بعيداً عن هسهسة الروح وترانيم الذات، أي بمعنى ان المذهب البغدادي ممثل بعمر بن ابي ربيعة وابي نواس وابن الرومي وابي العلاء المعري، جاء مصاقباً لخوالج الروح واحاسيس النفس في افراحها واتراحها، في تألقها وكبواتها، في سموها وانحدارها إلى قعر الذات، جاء المذهب الشامي ليمثله ابو تمام وابو الطيب المتنبي، قريباً من نوازع الافكار وابتكارات العقول، لقد كان المذهب البغدادي في الشعر يعبر عن الذات، في حين كان المذهب الشامي تعبيراً عن الموضوع، واذا كنا لا نستطيع استلال بعض ظلال المذهب الشامي وتأثيراته عن شعراء المذهب البغدادي، وبالعكس، أي لا يمكننا الفصل كلياً بين نتاج شعراء الفريقين، لان الادب والشعر خاصةً، انما هو تعبير عن وضع الشاعر وحالته النفسية، فقد يكون في قصيدة شامخاً باحثاً عن الافكار والمبادئ، وكل ما هو بعيد عن ارهاصات الذات، اذا تراه في اخرى وقد طافت به ترنيمة حب او وشوشة وجد، او حادثة هجر او فقْد، نراه يهوي من عليائه المتنفجة، ليغدو انساناً، وفي ذات كل انسان طفل يقبع، من هنا نرى البونَ شاسعاً بين المبدع ذاتاً، وبين المبدع ابداعاً، أي نجد الفرق بيناً بين نتاج المبدع وسلوكه في حالات الضعف الانساني، التي فطره الله عليها، وخلق الانسان ضعيفاً، وهو ما وقف عنده فوزي كريم "ان المذهبين البغدادي والشامي، على شدة اختلافهما عن بعضهما، لم يستطيعا التفرد بالخصائص، كلاً على حدة، بل القى كلٌ على الآخر شيئاً من ظله، خاصة ظل المذهب الشامي، الاثقل موروثاً وحضوراً وعروبة (...) المدرسة البغدادية، التيار الهامشي قياساً إلى تيار الشعر العربي السائد، ظلت، اذا صحت التسمية، ممتدة خارج حدودها التاريخية في العصر العباسي، ثقيلة الوطأة على الذوق الرفيع المتمثل بمؤرخي الشعر ونقاده وكتابه، داخل المسار العام".ص94 ص96 كما اني وجدته ينحو منحى الاطلاق، أي انه يطلق احكامه- احياناً- كمن هو موقن بصحتها لا يكاد يرف له جفن، أو يخطر على باله أن يراجع احكامه، أو بعضها، مع ان البحث العلمي لا يميل إلى الاطلاق فالدنيا- في الكثير من احكامها ونواميسها- تقوم على نسبيات وترجيحات، من ذلك قوله: "هذه القاعدة قد لا تبدو ضرورية وملحة، في شعر وادب احد، قدر ضرورتها والحاحها في الشعر والادب العربيين، بسبب آفة اللفظية والشكلية التي استحوذت عليه، حتى أصبحت طبيعة فيه"ص102 ترى هل قرأنا كل آداب الامم الاخرى، فأطلقنا رأينا الجازم هذا، حتى نعرف ان هذا الانقطاع عن خبرة الحياة والتوسل بـ(البدعة) احدى علائم (المحافظة) و(التقليدية) لانها تشاكل من حيث الجوهر، الطبيعة الشكلية اللفظية للشعر العربي، وانها غير ضرورية وملحة الا في الشعر والادب العربيين؟!! ان اطلاق مثل هذا الحكم الحاسم المطلق، يعني ان مطلقه اطلع على كل اداب الدنيا وفن الانشاء فيها، وهذا من المحال!! ويطل فوزي كريم على قرائه، برأي مطلق آخر يحاكي رأيه المذكور آنفاً، ليقرر بيقين راسخ يحسد عليه "فما من شعر، في لغات هذا العالم الحديث، غذى الشاعر بسموم (الذات المتضخمة) و(النجومية) و(النبوية) كما الشعر العربي"ص127 واطلاق هذا الحكم يعني ان مطلقه قرأ أشعار لغات هذا العالم الحديث، وهذا لا يتآتى الا لمراكز بحثية متخصصة، وليس لفرد، يحاول تلمس دربه واختيار ما يقرأ امام هذا الفيض من المطبوعات، الذي تضخه دور الطبع. واذا كان المبدع فوزي كريم قد درس شعراء المذهب البغدادي، ممثلاً بعمر إبن ابي ربيعة وابي نواس، وابن الرومي والمعري، من المتقدمين فانه واصل هذا الحرث ليجعل بدر شاكر السياب نموذجاً للمذهب البغدادي، وليجعل من ادونيس مثالاً للمذهب الشامي، من المحدثين، اذ اهتم السياب، بعد خيباته في السياسة، التي ما دخل معتركها الا بحثاً عن الذات، واذ وجد فيها ما يرمم وحدته وضعفه ازاء الحياة، فان الانغماس في السياسة، يعني كثرة المريدين والمناصرين له من السائرين في التيار الذي انتمى اليه، واذ غادر افكاره الاولى بتأثيرات شاعر كي يخلو له الجو، وليكون شاعر ذلك التيار السياسي، حتى اذا خلا الجو له غادره، وهو الذي لا يقر له قرار، بعده، يوم اجرى الناقد المصري المعروف غالي شكري مقابلة فكرية ممتعة معه، والراحل غالي معروف بهذا الامتاع في الحوارات، نشرتها مجلة (دراسات عربية) اللبنانية بعددها الحادي عشر، السنة السابعة، أيلول 1971، تحت عنوان (الشاعر يجيب على سؤال العمر والشعر)ص58 ص98، واذ يسأله الراحل غالي شكري- هل تعد نفسك شيوعياً؟ يجيبه- لا لست شيوعياً، مضيفاً ومؤكداً... "واحب ان اسجل هنا ملاحظة قد تفيد بعض النقاد والكثير من القراء، الذين اعتقدوا لفترة من الزمن انني شيوعي وقيموني سلباً وايجاباً على ضوء هذا التصور، وطلبوا مني ما لا ينبغي ان يطلبه ناقد من شاعر"94!! لقد اهتم السياب، بعد ان غادر مآزق السياسة والانتماءات، بذاته وجعل من شعره سلوى لروحه المهيضة الجناح، المعذبة، المكتوبة بلظى الصحة المعتلة، والاهاب ضعيف الشأن، والوجه الذي يفتقر إلى أبسط مقومات القبول، بله الوسامة، فكان هذا سبباً في رحيله المبكر المأساوي، فلقد تلبسته صور الموت والقبور- حتى وهو في شبابه الاول، يظهر ذلك من خلال، رسائله المتبادلة مع صديقه الشاعر خالد الشواف، فكيف به وقد عصف المرض الوبيل بجسده الواني الضعيف، في حين كان ادونيس على الضفة الاخرى من نهر الحياة، فهو كما يقول فوزي كريم "والكثير من الشعراء العرب، يتعامل مع الموت كـ(لفظة)، كـ(كلمة) سحرية تعكس في أحسن حالاتها، (فكرة) تماماً كما يتم التعامل مع مئات (الالفاظ) و(الكلمات السحرية) الاخرى: الحب، الجسد، الروح، الحرية، الوطن، الثورة، الهدم، التمرد ، الرفض، المرأة، ولكي يتم استيعاب هذه الكلمات- الافكار- ينوع عليها باستعمال مهارات الخيال، ولكن هذا الخيال يظل لفظياً (...) ان قدرة ادونيس السحرية على التغيير، جعلتني اتوقف عن الانشاد واتساءل: هذه مهمة قائد، لا مهمة الة موسيقية مفرطة الحساسية، وكنت على يقين دائماً، من ان ادونيس شاعر، لكنه يطل عليّ قائداً او نبياً مبشراً من رحم حضارة لا وجود لها، او حضارة لا ينتسب اليها"ص245 ص256 - لقد عرف فاضل العزاوي بأنويته المتعالية، ومشاكساته الفكرية منذ بداياته في رحاب (جماعة كركوك) إلى جانب انور الغساني ومؤيد الراوي وسركون بولص، وجليل القيسي ويوسف الحيدري وجان دمو وصلاح فائق، يوم اصدر (مخلوقات فاضل العزاوي الجميلة) كما كتب الرواية وفي الذاكرة روايتيه (القلعة الخامسة) و(الاسلاف) كما كتب القصيدة الميكانيكية، لذا حبرَ فوزي كريم اكثر من سبعين صفحة، هي مادة فصله الخامس الذي وسمه بـ (مرايا حداثة الستيني) لمناقشة ما كتبه الشاعر والناقد والروائي فاضل العزاوي، في مجلة (الناقد) في عددها الثامن والستين (شباط 1994) واذا كان اكثر مثقفي الحداثة، قد عانوا انقطاع..الجذور؛ جذورهم، وعدم الوقوف عند موروثهم الثقافي، رائين قطع الصلة به معيار تقدم ومعاصرة، فان هذا الانقطاع يعلن نفسه حين يتحدث فاضل عن الشعر وقصيدة النثر قائلاً: "وقد انتبه إلى ظاهرة وزن النثر في اللغة العربية ابن سينا قبل ما يقرب من الف عام عندما اوضح ان اشكال الوصل والفصل في الجملة هي اوزان الكلام، مؤكداً ان النبرات تقرب النثر من الشعر الموزون، ففي مقابل الوزن العددي الذي يقوم على النبرات والسكنات (العروض) يوجد النثر الذي يقوم على النبرات والسكنات (الاتصال والانقطاع) دون ان يكون عددياً (...) ولعل افضل مثال على الايقاع العالي الذي يمكن ان يتحقق في النثر هو الصياغة القرآنية للايات، التي هي في الاغلب ليست جملاً كاملة ومع ذلك تنفصل عن غيرها من الايات التي تتصل بها، بطريقة تعطي القارئ الفرصة لكي يقرأها او يرتلها بطرق ايقاعية مختلفة (القراءات السبع المعروفة... )ص291 ليدل حديثه عنها على عدم معرفته بأولياتها، مع انه يصر على ان يصفها بالقراءات السبع المعروفة، والقراءات موضوع شائك يحتاج إلى مدارسة وبحث، لا ان يطلق الكلام جزافاً، وما هي بمعروفة لديه، يدل على عدم معرفته بها هذا الذي ذكره عنها، وحتى ما ذكره فوزي كريم لم يكن صحيحاً، اذ قال "ولو كلف فاضل نفسه بمراجعة أي مصدر مبسط لمعنى القراءات السبع المعروفة لعرف انها ليست، بأي شكل من الاشكال، موازين صوتية "تعطي القارئ الفرصة لكي يقرأ الايات القرآنية ويرتلها بطرق ايقاعية مختلفة) بل هي الاحرف السبعة او اللهجات السبع التي تنزل بها القرآن، وهي تتعلق بكلمات تختلف بالالفاظ وتتفق بالمعاني مثل: هلم واقبل وتعال واليّ وقصدي ونحوي وقربي... "ص292 .. اذ ان الاحرف السبعة ليست هي القراءات السبع، لان عبارة الاحرف وهي جمع حرف الواردة في الحديث الشريف، قد تعني القراءة او تفيد المعنى او الجهة، لكن القول بأن المراد بها القراءات- كما حكى الخليل بن أحمد- اضعف التخريجات، في حين ان القراءات القرآنية السبع، تعني قراءة الامصار الاسلامية للقرآن إذ عرفت في الشام قراءة..عبد الله بن عامر اليحصبي (ت- 118) وفي مكة قراءة عبد الله بن كثير الداري (ت 120هـ) وفي البصرة قراءة ابي عمرو بن العلاء (ت 154هـ) واشتهرت في المدينة قراءة نافع (ت 169هـ) اما الكوفة فذاعت فيها قراءة عاصم بن أبي النجود الاسدي (ت/ 127) وحمزة بن حبيب الزيات (188هـ) وابو الحسن علي بن حمزة الكسائي (189هـ) ولعل اول من تناول هذا الموضوع شيخ قراء بغداد في زمانه ابو بكر احمد بن موسى بن العباس المعروف بابن مجاهد (ت 324هـ) أول من جمع قراءات هؤلاء القراء السبعة، وقد اتفق العلماء على ان القراءة المقبولة يجب ان تتوفر على ثلاثة شروط هي: 1- موافقة القراءة لرسم احد المصاحف العثمانية ولو تقديراً. 2- موافقتها العربية ولو بوجه. 3- صحة الاسناد المتواتر. وإذ اوضحت باختصار مفهوم القراءات السبع راجعاً بشكل اساس إلى كتاب (مباحث في علوم القرآن) للدكتور صبحي الصالح، التي يصر فاضل على انها (معروفة)!! فان فوزي كريم، للدلالة على انقطاع هذه المجاميع عن تراثها وقراءتها له بشكل مبتسر وسريع وآني، يشير إلى ان ابن سينا والفارابي يريان الامر بصورة جد مناقضة لما نسبه اليهما فاضل، اذ يورد نصاً لابن سينا بشأن الموضوع جاء فيه: "وقد تكون اقاويل منثورة مخيلة، وقد تكون اوزان غير مخيلة، لانها ساذجة بلا قول، وانما يوصف الشعر بأنه يجتمع فيه القول المخيل والوزن" وأوضح الفارابي ان الشعر اذا خلا من الوزن بطل ان يكون شعراً، والاصح ان يسمى عند ذاك (قولاً شعرياً)ص291 ص292 ..
|
|