العدد 14 لسنة 2009

 

عيناتٌ من واقع النقد اليوم، تنتخبُها "اللحظة الشعرية"، متشككةً في الموقف، أو محتاطةً من الإلتباس، أو مندهشةً من المعنى الإيهامي. تاركةً الحكمَ للقارئ وحده، دون تعليق

 

حاضر الموقف النقدي:

 

في قصيدة النثر

 

 

... ويتنبأ (شوقي)عبد الأمير بانقراض القصيدة العمودية وقصيدة التفعيلة، قبل نهاية الربع الأول من القرن الحادي والعشرين... ولهذا التطور أسباب يوجزها شوقي في تطور الخطاب الشعري العربي وعلاقته الوثيقة بالخطاب الشعري العالمي، كأحد الملامح الأساسية للشعر المعاصر، وتلاقح المعارف والفنون الإنسانية مع التطورات التكنولوجية: «التي أحدثت ثورتها وأنجزتها في العالم من حولنا، وما زلنا نحن نعوم في محيط فولكلوري مثل أسماك في أكواريوم معزول."..." إنه عصر النثر شعراً ونثراً. أي إن خطاب هذا العصر هو النثر، وكل شيء يمرّ عبره. كما كان خطاب العصور القديمة هو الشعر، وكان كل شيء يمر عبره بما في ذلك الطب والفيزياء والنحو والتأريخ... كلّها كانت تكتب شعراً (الألفيّات). انعكست الآية اليوم وصار النثر هو الخطاب».

4 ديسمبر 2008 (جريدة الشرق الأوسط)

 

 

 

سيداتي سادتي: ما هي قصيدة النثر؟ إنها كل هذا وليس. لكن الشيءَ المؤكد هو انها نقيض قصيدة النثر العربية السائدة التي لا تلبي مطلبا واحدا مما أتفق جل النقاد عليه، رغم كل الاختلافات بينهم، بشأن قصيدة النثر. هناك أنماط من قصيدة النثر: البارناسية، الرمزية، التكعيبية، السوريالية، الظاهراتية، والأميركية الغارقة بقضية اللغة والسرد الغرائبي. لكن في كل هذه الأنماط، الشكل واحد أوحد: كتلة قوامها نثر متواصل في جمل تجانس أي نثر آخر.
9 بطبيعة الحال يحق لكل شاعر أن يكتبَ كلٌ وفق نبض أحاسيسه وصوته الخاص، وليسمّ مخلوقاتَهُ كما يشاء، فقط عليه أن يَعرفَ إن مصداقية الشكل والمضمون هي عين ثقة الشاعر بما يقول. وقد يعترض شاعر على أن التسمية ليست ضرورية، ربما، لكن لماذا يسمي <قصيدة نثر> عملا اعتنى بتقطيعه موسيقيا متوسلا كل المحاسن البديعية التي ترفضها قصيدة النثر... بل حتى شدد على وقفات تُعتبر عاملَ بطءٍ إذا استخدمت في كتلة قصيدة النثر؟ أليس اعتباطا أن يسمّيَ شاعرٌ يكتب عادةً أشعارا موزونة، كلّ قصيدة لا يتمكن من ضبطها عروضيا، قصيدة نثر وليس شعرا فحسب! وكأن الشعرَ في نظره ليس سوى تفعيلات قُررت سلفا.
10 رفض الحدود المرسومة لا يتم إلا عندما يعرف الشاعر ما هي هذه الحدود، وبماذا تتميز... حتى يكون لرفضه فضاؤه هو، مُنقى من كل شوائب التسميات التي كانت من طبيعة تلك الحدود المرفوضة.
لقد وقف بروتون ضد فكرة الأجناس الأدبية، معتبرا أن الشعر تعبيرٌ عن استرداد المخيلة البشرية لحقوقها، وليس جنسا أدبيا خاضعا لقوانين مدرسية.... ومن هنا لم يسمّ كُتَلهُ النثرية قصائد نثرية رغم أن النقادَ يعتبرون بعضَها قصائدَ نثرٍ بامتياز!
إن الإصرار على تسمية عمل جوهرُه يتعارض، شكلا ومضمونا، مع ما يتميز به هذا الاسم، لهو في نظري، تعبيرٌ عن اعتباطية العمل نفسه. إن مصداقية الشكل والمضمون هي عين ثقة الشاعر بما يقول.
وعليكم السلام.

عبد القادر الجنابي

جريدة السفير 9/6/2006

 

 

وقد بات من المؤكد أن من يبرع في كتابة قصيدة النثر من الشعراء العرب هو من يستطيع استيعاب علاقة الشعر بشعرية أحلام التكنولوجيا.
لذلك قلة هم شعراء قصيدة النثر المبدعون، وكثيرة هي قصائد النثر التي نستطيع أن نرميها في البحر بلا أسف، وكما قال ماكس جاكوب
"لتكون شاعراً حديثاً، يجب أن تكون شاعراً كبيراً جداً".

أحمد بزون

جريدة السفير 9/6/2006

 

 

 

 

انسي الحاج "أعظم شاعر منذ المتنبي..."

جمانة حداد، جريدة النهار

عن عباس بيضون، جريدة السفير 26/6/2006

 

 

 

لكن شعراء بيروت، من المتعلمين بالفرنسية، لم يتعرفوا عليها، كقصيدة مخصوصة، إلا بعد صدور كتاب سوزان برنار. لم يتعرفوا على قصيدة النثر من الأعمال الشعرية نفسها (شجون باريس مثلاً أو الأنطولوجيات الخاصة بهذا الجنس الشعري)، بل من الأطروحة الأكاديمية، أي العمل النقدي. ولو فرضنا أن هذا العمل لم يصدر، فهل كانت هذه القصيدة ستنال في بيروت كل هذه الحظوة في الفترة ذاتها؟ وهل كان لشعراء بيروت في الفترة ذاتها ما أصبح لهم بفضل الإطلاع على كتاب سوزان بيرنار؟
.......

من ثم نفهم كيف أن الحركة البنيوية للستينيات والسبعينيات، بما حملته من تفرعات منهجية، من شعرية الاستعارة إلى شعرية الإيقاع، ومن دلائلية غريماس أو دلائلية يوري لوتمان إلى الدلائلية التحليلية لجوليا كرسطيفا. عائلة بكاملها التقى فيها أهل اللسانيات والفلسفة والتحليل النفسي والأنتربولوجيا بدلائليين وشاعريين. ما استأثر بالقراءة والتنظير لدى حركة النقد الجديد هو أعمال ساد ورامبو وملارمي ونيتشه وأرطو وبونج، مفيدين من فردناند دو سوسير وموريس بلانشو وجورج باطاي والشكلانيين الروس. وكانت الكتابة الموقع الذي تختاره أعمال هؤلاء، معوضين بذلك مفهوم الأدب بمفهوم الكتابة. فـ" ليست الكتابة، حسب رولان بارط، هي الكلام، وهذا التفريق بينهما حصّل في السنوات الأخيرة علي تكريس نظري، ولكن الكتابة ليست المكتوب أيضا، أي التدوين؛ فأن تكتب ليس هو أن تدوّن. في الكتابة ما هو أكثر حضوراً في الكلام (بطريقة هستيرية) وأكثر غياباً في التدوين (بطريقة إخصائية)، بمعنى أن الجسد يعود، ولكن عن طريق غير مباشرة، مقيـسة، وموسيقـية حتى تقول كل شيء بدقة، عن طريق المتعة لا عن طريق المتخيل (الصورة)".
.......

تصريحات واعترافات بان العرب لم يفهموا قصيدة النثر ولم يكتبوها. وأضيف إنهم لم يفهموها ولم يكتبوها بمعان متعددة. ليس الشكل وحده ما لم يفهموه، بل تاريخ هذه القصيدة السابق على بودلير، واسمها، ومكانتها ضمن الشعر الفرنسي (ومنه شعر وكتابات بودلير)، وطبيعة هذه القصيدة التي هي ابنة باريس، تحديدا، المدينة الفرنسية الكبيرة في زمن الثورة الصناعية واكتساح الخطاب العلمي فضاء البحث العلمي كما فضاء الحياة الفرنسية، ثم بعدها الميتافيزيقي، كما أعطاه إياها بودلير، شاعر "الانحطاط " بامتياز.
.....

المغاربة، المغاربيون، يختارون صمتا هو فتح الأسرار. به يؤالفون بين المغرب والمشرق. وبه ينادون على أصدقائهم المشرقيين. يهيئون لاستضافتهم، والاحتفاء بهم وتكريمهم. دعوات لا تتوقف. بيوت مفتوحة الأبواب. ابتهاج يمتد ليل نهار. هذا هو المغرب، المغرب العربي. وأنا أعلم أن شعراءه، نقاده وباحثيه، يفعلون ذلك دفاعا عن فكرة جديدة عن العالم العربي، عن ثقافته ومستقبله. وهم في صمتهم يقاومون. صمت لا يبلغ مقصده إلا أهل الذوق، من اًصحاب العلم العرفاني بما نحن فيه وما نحن إليه سائرون. صمت أقسى من الكلام، في زمن نفتقـد السؤال عما نفعل ولماذا نفعل وكيف نفعل. صمت هو تجربة الإقامة في الزوابع، على حافة الخطر، بجسد كله عيون. صمت هو سيد الكلام.

محمد بنيس

السفير 9/6/2006

 


........

هذه مقاربة نظرية تتم في ضوء المنهجية الإبيستمولوجية الحديثة في اشتقاق العقل النظري من العقل العلمي وليس العكس. ويعني ذلك في مجال ما يقع في إطار نظرية الأدب أن المقاربة النظرية هنا مشتقة من المقاربة النصية المحقّقة نفسها بوصفها قابلةً لإنتاج نظريتها. ويمكن القول في ضوء هذه المنهجية أنه بات ممكناً في منظور تاريخ الحركة الشعرية العربية الحديثة تمييز بنيتين أساسيتين متميزتين هما بنية القصيدة الرؤيا والقصيدة اليومية.
......

إن المثال الجمالي للقصيدة الرؤيا يكمن في الكلي أو الرؤيوي بينما يكمن المثال الجمالي للقصيدة اليومية في النثري أو اليومي. فيحيل الرؤيوي في مثاله الجمالي هنا إلى الكلي بقدر ما يحيل اليومي إلى النثري. وليست مقولة النثري هنا هي حدود التمييز التقليدي بين النثر والشعر، أو بين الأنواع النثرية والأنواع الشعرية، أو بين الاستخدام النثري الوظيفي الأداتي للغة وبين الاستخدام الشعري المجازي لها، بقدر ما هي مقولة جمالية لليومي مقابل الكلي أو الرؤيوي.

جمال باروث

جريدة السفير9/6)2006

 

 

 

 

الغلاف

افتتاحية

*

محمـد طالب : الظمــأ

شيركو بيكه س : 12  قصيــدة

طالب عبد العزيز : القصـــر

نصير فليّح : 4 قصائــد

معتز رشدي : أغنيــة صغيرة

 ياسين طه حافظ : 5 قصائـــد

فوزي كــريم : ثلاث قصائــد

*

سركون بولص : بغداد مركز أحلامي

ستيفن دوبينس : ريتسوس واللحظة الميتافيزيقية

فوزي كريم : الشعر العراقي: بانوراما

ناظم عودة : السيّاب الخيال المأساوي

*

 محمد خضير : شاعر باصــورا

حسن ناظم : انطباعات عن أيام خلت

عبد الكريم كاصد : قراءة في "أغنية الليل" لصلاح عبد الصبور

 طالب عبد العزيز : القصر

محمود النمر : الدرويش والمتاهة

زهير الجزائري : طفولة الحداثة الشعرية

*

حاضر الموقف النقدي : من المتنبي

حاضر الموقف النقدي : في قصيدة النثر

حاضر الموقف النقدي : في النص المفتوح

حاضر الموقف النقدي : في الفن التشكيلي

*

كريستوفر مدلتون: بعد الثمانين

معرض تشكيلي لشاعر الصمت

مقابلات مع شيموس هيني

القوى الغنائية

معرض رياض نعمة

مقالات نقدية في الشعر المعاصر

نعومي شهاب : شاعرة الحياة اليومية

ويندهام لويس : الرسام أم الكاتب؟

*

الشعر السويدي اليوم قصائــد مختارة: ترجمة جاسم محمد و إبراهيم عبد الملك

الشعر السويدي: ترجمة ابراهيم عبد الملك

 

 

موقع الشاعر فوزي كريم      الصفحة الأولى         اعداد سابقة         بريد المجلة

  ©  All Rights Reserved 2007 - 2009