|
|||||||
القصـــر
طالب عبد العزيز
كلَّ يوم ٍ، نعلّق أحلامنا بمساميرهِ ونهذّبُ بينَ يديهِ بداوتنا فرحينَ بأيامهِ الماضيات . بالنساء، يجُلنَ على ُعشبهِ، في الصباحِ حافياتٍ ، يدعنَ أنوثتهنَ بأخشابه ِ فتطير بلا شهرزادٍ ليالي الوصالِ الملاحْ كلَّ يوم ٍ يسيرُ بغلمانهِ نحونا يطلبُ الآسَ كي يسترَ عُريَ أزهاره فنجيءُ نفتشُ في نومنا ، في وسائدنا في مصاحفِ إخوتنا الفانيات ،عن ُشجيرة طاووسهِ. ثم يصحو بنا ينزعُ الريحَ عن قدمينا ،يبعثرُ أثوابنا والزهورَ التي لم تفقْ بعدٌ من ليلها، زاهداً ببضاعتِنا كلِّها ناسياً، أننا أمراءُ المكان . كلَّ يوم ٍ نروّضُ أفراسنا بزئيرِ نوافذهِ وُنخاتِلُ ِدهشتَنا نختفي عن طفولتِنا بثيابِ الزمان نطرقُ البابَ من كسلٍ في السّياج ثم نجتازُ أطلَسهُ من بقيةِ نورٍ على كتفِ الشَمعدان نعبرُ الباحةَ من شكيمتِها الهَرمة وُنطلُّ على الغُرفاتْ خارجينَ على عصرنا فرحينَ بهذا الزوال. كلَّ يومٍ نصعدُ الريحَ حتى نشارفَ بيرقَهُ سعفاتٌ وشمسٌ تزاورُ ثم نهبطُ إيواَنهُ الستائرُ تنبضُ مثلَ قلوبٍ الصغار الوصيفاتُ من حولنا والموائدُ حدَّ البصر. الشراشفُ تخفضُ أطرافها وتقِّبل سادتها الأمراء. قدْ تأخرَ موكبُنا أو تأخرَ في قدمينا الزمان غيرَ أنَّا أتينا زاحفينَ على صبرنا، تتعثرُ فينا السنينْ كلَّ يومٍ ُنحِّشدُ أعناقنا، ونسيرُ بها فاتحين .
ملحوظة : يرجع تاريخ كتابة القصيدة إلى العام 1986
|
|
||||||
|