التعبد لله في قبو الذات
هذه اللوحة للفنان تركي عبد الأمير
(مواليد 1941)، بكل
ما تزدحم به من حركة ألوان، ذات اتجاه عمودي، واستدارات، وزخرف بدائي،
وأقبية بشخوص
في لحظة تعبد، إنما هو طقس ديني داخلي، لا أفق فيه يصل الكائن الانساني
بالله.
اللوحة تشعرك بأن العبادة إنما تتجه لله الكامن في الداخل، في قبو
الذات الظلّية،
نصف المعتمة. وفي كل هذا نستشعر ظلالا ثقيلة من مسيحية القرون الوسطي
على خلوة
العبادة الإسلامية.
حتى في التصوف الإسلامي،
هناك حاجة لأفق روحي. لأن الالتحام
بالله هو التحام بالمطلق. ولكن اللوحة تكثف ضربات الفرشاة بالأهلة
والنجوم والقباب
والآيات القرآنية علة الأفق
فتلغيه، ليصبح كتلة من ابتهالات متداخلة ومتماسكة
وصلبة، تحيط قبو الكائن الانساني المتعبد داخل ذاته. |