مرثية
إن الهرب من محاكاة الطبيعة، الذي يحاوله فن (التجريد) لا يبدو في
أحيان كثيرة مقنعاً. لأن التجريد يظل في أبعد حالاته تطرفاً وليد مخيلة
تعتمد
تفصيلاً لا تلتفت اليه العين في الطبيعة.
لوحات نوال السعدون تتجنب المحاكاة
ولكنها تقاربها في
أكثر
من تقنية. في هذه اللوحة تذكر الخضرة في الوسط بورقة
مبتورة. معزولة داخل مستطيل كامد اللون، هو الآخر معزول داخل تضاريس
تشكيلية ولدتها
الفنانة من عمل كولاجي تستخدم فيه الورق الشفاف والقماش أيضاً. هناك
مستطيل كامد
يشكل قاعدة يستقر عليها التشكيل الوسط. إذن نحن أمام خضرة (ورقة او
قميص) معزولة،
مستهدفة، ذات معنى تراجيدي، يوحي به الخط الأحمر السائل من موقع
المركز، موقع
القلب، الى الأسفل. انه خط بلون دموي. صامت، ولكن حيوية التجعدات
ولطخات اللون
الشذري تعطيه صوتاً ضاجاً.
إنها مرثية مؤثرة غنية بالمشاعر. |