حقيبة السفر بلا مستقر
آزاد نانه كي له (مواليد اربيل) عميق الجذور بالهجرة
والنفي
والفقدان. هذه الخصيصة وضعته في معرض مشترك مع سالم عبد
الله وعلي عساف. الثلاثة في
المنفى الايطالي منذ أواسط السبعينات، ولقد اختاروا
للمعرض موضوعة لائقة: عابر سبيل
.
انها عنوان شهير ــ إن لم يعرف الفنانون ــ لأغنية من
ألحان شوبرت. ولكن تجوال
هذا الأخير رومانتيكي دافئ الحزن. تجوال العراقي لا دفء
فيه، وبرد فقدانه جارح،
وهذا بالضبط ما أراد أن يصرخ به الفنانون الثلاثة.
عمل آزاد ينطوي على حقيبة
سفر، فيها قناع موت لوجه الفنان، ويتكرر اثنتي عشر مرة
باتجاهات مختلفة. الاضاءة
داخل الصندوق هي التي تميز الاختلافات، واتجاه الصندوق
ايضاً. الحقيبة وقناع الموت
والاضاءة ليست من مادة طبيعية، بل هي صورة خيالية شكلت
بمهارة داخل جهاز
الكومبيوتر، ثم طبعت بالابعاد الثلاثة التي نراها على
الورق، المثبت بدوره على
الألمنيوم.
العمل بعنوان تنحية دائمة، داخل صندوق . الصفاء المثير
للروع يثير
بدوره هاجساً ميتافيزيقياً. وكأننا نتأمل لوحة رمزية.
خاصة مع حقيبة السفر وقناع
الموت. ولكن فكرة التنحية والازاحة الدائمة بغير
استقرار، وفكرة التكرار المتنوع
المقلق تجعل الدلالة التاريخية والأرضية تحل محل
الدلالة الميتافيزيقية. تجعلنا
نتأمل المعنى الموحش الدفين للانسان المنفي، علي أرض
غير أرضه، ووسط هواء ثقافة
غريب علي رئتيه.
قناع موتى داخل حقيبة سفر بلا مستقر. |
|