روح في دوامة
مثلما يفعل الشاعر حين يحاول إخفاء مقاصده في موضوع قصيدته،
كذلك يفعل الرسام.
فوزي
الدليمي (موليد 1950) رسام شخوص وهيئات، ومواضيع عراقية ذات
مضامين
إنسانية.
ولكنه هجرها، من حيث الاسلوب، الى التجريد. هجر التشخيص. وبذلك
أبقى على موضوعه و مضمونه. فالكائنات الانسانية ظلت في موقعها، ولكن
تحت تأثير
الخطوط والألوان في اكثر حالاتها حدة وحرارة. اللوحة أصبحت هنا مستقلة
عن أي مضمون
واضح خارجها. صارت السيادة لفاعلية عناصر العمل الفني، من خطوط وألوان
وتقنيات
بارعة لخلق نسيج تعبيري يشبه روحاً في دوامة.
في
هذه اللوحة، قد ترى في الظاهر
ملامح هيئة
إنسانية،
او قد تحلق المخيلة في التقاط هيئات عديدة لا تهدأ حركتها،
ولكن العين لن تغادر ضربات الأخضر
العائمة على السطح،
أو
الأحمر
الكامد، فوق دوامة
حركات خطية متسارعة وعنيفة، تكون في مجملها حركة مندفعة لشخص، قد يكون
باتجاهنا، او
باتجاه ما!
|