رؤية الواقع بعين المشاعر
في هذه اللوحة، التي اخترتها من معرض علاء السريح
(مواليد 1956) الاخير في لندن، أتبين هيئة امرأة ربما
على كرسي، وخلفها على الجدار
لوحة اخري، ربما، أو لوحات. لوحة داخل لوحة في غرفة .أو
ربما هيئة الفنان نفسه على
الكرسي وهو منشغل برسم لوحته. الذي يزيل الفارق بين
التصورين هو الطبيعة التجريدية
للوحة. الفنان هنا يستعين بالواقع، الذي يلتقيه بصره،
ولكنه لا يكتفي بمحاكاته. انه
يريد ان يستثمره لصالح مشاعره الداخلية هو، أي إنه يرغب
برؤية الواقع العيني عبر
مرآة مشاعره. ومشاعر الانسان شديدة التعقيد والتركيب
والغموض.. ولذلك يجد الفنان في
ارباك وتشويه منطق الواقع المرئي خير وسيلة للتقرب الى
ما تبدو عليه المشاعر
الداخلية، لو انها تمثلت للبصر.
اذا كان هذا الرأي حقيقياً، أو مقاربا للحقيقة،
فما هي المشاعر التي تمثلت لبصرنا في هذه اللوحة؟ ما من
خط مستقيم فيها، وما من
كتلة محددة بخطوط. حتى الهيئة في الوسط إنما تحددها
الوانها الداخلية، وهذا التزاحم
الزخرفي فيها. ولا يحددها الخط. الكتل اللونية المحيطة
تشبه حفراً رطبة علي جدار
قديم. الفرشاة تفاجيء أي تشكيل يريد أن يستقر في اللوحة
بضرباتها حتى يضطرب ويفلت
من أي تحديد.
ولكن هل يمنع كل هذا الاضطراب من وجود هارموني يعيد
توازن اللوحة
لكي يجعلها تفي براحة العين المشاهدة وتحقق جمالها
المنشود؟ اترك استنتاج ذلك لتأمل
المشاهد |
|