شرك التقنيات
عالم كاظم الداخل مدهش، لا بفعل موضوعه وحده، بل بفعل شرك التقنيات
التي يقحم موضوعه فيها. فأبطاله
أنصاف
العراة عادة ما تختفي
أجزاء
من
أجسادهم
بفعل
نسيج قماشة، او نسيج ظل ثقيل،
أو
نسيج تآكل للزمن يشبه الصدأ.
هذه اللوحة بعنوان
(الليلة الاولي)، تخفي موضوعاً
أدبياً
وراءها. لعله موضوع شهريار وامرأته الاولي.
ولكن الادهاش لن يصدر عن الموضوع، الذي سيتلاشي تحت نسيج كاظم الداخل
الخاص.
الادهاش سيصدر عن هذا النسيج الفني وحده. وسنحاول ان نكتفي به. الفاصل
الايهامي
الذي يشطر اللوحة الى نصفين قد يوهمنا بأننا امام صفحتين لمخطوطة كتاب،
او اننا
أمام
عالمين : عالم الرجل الثابت ثبات الارادة والقوة والتملك. وعالم الانثى
المتغير تغير الزمن والانفعالات والاستلاب!
الرجل يقف وسط نسيج الزخرف العربي
(الزخرف لا مشاعر فيه). عينه وحدها التي تعبر عن الارادة القاطعة. في
حين تكاد
المرأة
على الفراش ان تتلاشى بفعل ضربات الفرشاة المتسارعة (خفقة المشاعر).
الرائع
ان كاظم يترك شبح دجاجة يحاول الافلات. الدجاجة المنذورة للذبح، من اجل
معادلة
ظاهرية على الأقل
بين عين الرجل (عين الديك) على اليمين وبين كيان الدجاجة المحاصر
على اليسار، وما بينهما لا تتوقف عشرات الضربات التى تنسج استعدادات
المرأة العارية
للموت. |
|