لحظة ولادة وشيكة
داود سلمان (مواليد 1948) ينتمي الى المدرسة العراقية التي
نضجت في الخمسينات على يد جواد سليم. هذا ما توحي به لوحته على الأقل
اعتماد
التخطيط الحاد، وكأن قلما لا فرشاة قد حدد معالم اللوحة الهلال رمز
المدينة. ترك
لمسات المنحوتة الآشورية على تكوين الساق الاستراحة للدوائر خطوط الجسد
تلتحم مع
خطوط تشكيل اللوحة العام، لهدف التوازن، الذي هو مسعي العمل الأخير..
ولا بأس من
تطعيم رمزي بتفصيلة من العراق القديم، الى جانب آخر رمزي من العراق
الحديث.. ولقد
شاء الرسام أن ينتخب عنوان غلاف للديوان الوحيد الذي أصدره عمران
القيسي الصمت لا
يتعب الموتي في الستينات وكأنها تحية ولاء للجيل الذي ينتسب اليه.
الكيان
المقرفص وسط اللوحة مثل جنين، يبدو بفعل حدة الخطوط سجينا سياسيا، هو
والرأس السومري
المحدق بيقظة، وكأنهما بانتظار لحظة ولادة وشيكة، الأفق
خارجهما تشف عنه لمسات زرقة
شاحبة، في السماء فوق، وفي المربع الذي يشبه نافذة على اليسار. |