رغائب
في هذه اللوحة تجنب الفنان عباس الكاظم (1952) استعمال الفرشاة،
وبدلها استعمل اليد والأصابع، واستخدم مادة الزيت من التيوب مباشرة.
الهدف لا
يقتصر، كما يبدو ، على إبراز الخشونة في النسيج أو في الرؤيا عامةً، أو
إعطاء اللون
الزيتي حضوراً دون واسطة خيوط الفرشاة فقط . الفنان يطمع بحضور جسدي
للزيت . بحضور
لحمي، إن صح التعبير . إنه أشبه براقص لا يكتفي بالحركة في تعبيره
الجسدي فقط ، بل
يشرك معها لون البشرة والعضلة باللحم والدم . الغاية ليست رغائبية
وحسية ، بل
وجدانية وروحية . الوجه الذي أراد الفنان عرضه ينتسب إلى الماضي، بدليل
شحنة السواد
التي تحيطه وتتخلله. واللون اللحمي الدامي يُشعرني أن الوجه يخرج من
مكمن للعواطف.
وجه عطوف بفعل الانحناءة
الرقيقة فيه، متطلع بفعل الإضاءة الصغيرة في العين
المستديرة السوداء . كل شيء فيه يحيل إلى الشوق والحنين. والعامل الذي
قربني إلى كل
هذا يكمن في البراعة التي أحالت خشونة التشويه إلى رقة العواطف
الصافية. قرأت
اللوحة، كما ترى على هواي . ولك أن تقرأها على هواك أيضاً
!
|