سحر العذرية الغامض
عالم الفنان رسمي الخفاجي، وقد خرج الى منفاه الايطالي منذ
1977،
عالم سحري. انتخب المرأة بطلة في معظم لوحاته لأنها الأكثر ملاءمة بين
الجنسين لأن تكون مفتاحاً لهذا العالم. إن اختياره يذكرني باختيار محمد
خضير للمرأة
في عالمه القصصي. فكلاهما وجد فيها العذرية الغامضة المغلقة على عالم
محرمات داخلي،
والمعرضة دائماً للهتك. ولكن في فتح مغاليق هذه العذرية هناك الخصب
والحياة والبقاء
أيضاً. هذا التعارض يمثل جانباً مما ينطوي عليه عالم السحر، وهو عالم
المشاعر
والرغائب والهواجس والاحلام الانسانية. ولذلك ينطوي جانب الحلم في هذه
اللوحة صلاة
على شيء من الخصائص السوريالية.
ولكن طاقة الرمز فيها أكثر حضوراً. المرأة
العارية على الشجرة (هل هي عذراء عرضة لمباهج ومخاوف الزواج؟) هل أحد
الواقفين عريس
في التطلع؟ والمرأة التي توقد شموع الخضر وتدفعها على خشبة في الماء،
هل هي أم
أحدهما توفي نذراً؟ وانتصابة الشجرة على اليمين وفتحة مخاضة الماء على
اليسار هل
يشفان عن تجاسد وإخصاب مقبل؟ وملامح القرية البعيدة هل تنم عن خروج
العائلة الى
العراء، الذي يليق بعراء العذراء؟ وهل العذراء حواء مع شجرتها، وآدم
ينتظر؟
عالم
المرأة السحري يجعل هذا اللون الأصفر الكركمي يقبل من لا شمس على
اليمين. يقبل من
فجر للخليقة السحرية. ولكن الأم وشموع الخضر يجعلان اللون الأصفر
والبني الغامق
لحظة مغيب للخليقة سحرية أيضاً. وعلى المشاهد أن يتأمل ويختار! |
|