معانقة المثال
هذا شاب بغدادي مترف، تام الأناقة
، زاه بحلاوة العمر يجلس بكامل
الاستعداد أمام فرشاة المصور. عين بعين في لحظة صامتة،
لا تقدر عليها الا الأشياء
في لوحات حياة صامتة المألوفة في تاريخ الفن التشكيلي
فما الذي يريد فيصل ساهي(مواليد ) من
إحالة
الهيئة الانسانية الي شيء صامت يفتقد الى الحركة والحياة؟
هيئة شابة كهذه
لا وجود لها في الحاضر البغدادي قطعاً. وإذا
نسبناها للماضي فان الذاكرة واستعادة
الماضي لا تشترطان فقدان الحركة والحياة! حتى الاستعانة
بالحلم لا تشترط ذلك!
إذ
ان، من
أين
تقبل هذه الهيئة الصافية حد افتقاد الحركة والحياة؟
إذا
لم تكن تقبل من
الحياة، حاضراً أو ماضياً، فأنها تقبل من عالم المثل
بالتأكيد وهذا ما اعتقد ان
فيصل مسكون به، ان لا يرفع بغداديّه
المحبب ( حتى
في أوطأ هيئة ومعاش) الى عالم المثل،
بل يحاول أن ينزله تاماًَ جاهزاً من ذلك العالم الى
داخل
إطار
لوحته.
هل يبدو
بطله اكبر من حجم الحياة، وميزان هيئته ادق من الزمان
الارضي؟ تأمل غطاء الرأس،
وكأنه يرتبط في توازن استدارته بساعة اليد، لا باللون
الفضي فقط، بل بانحداره
السريع المستقيم اليها. |