غواية اللون
دعوة العين للاستمتاع في هذه اللوحة تبدو وكأنها تصدر عن الألوان
المصنوعة برهافة، وعن علاقاتها ببعضها، ولكن ما ان تجتاز الوهلة الأولى
هذه حتى
تتبين حروفاً وأرقاماً،
تسهم في تشكيل اللوحة التجريدي. الا ان الفنان حسام الدين
العقيقي (مواليد 1946) يقودك الى قلب اللوحة، مما يخفف من سطوة
التجريد. شخص صامت
كالتجريد ذاته، غارق في بحران زمن خارج السنوات والساعات. ألا تبدو
رموز الزمن في
يمين اللوحة
أشبه
بشظايا ملونة؟ كما انه غارق في بحران الأبدية
المطلقة. والمطلق
يقرن باسم الله، او بكلمة الله المرئية على يسار اللوحة. لمسات الليل
المحيط باللون
الأسود
ضرورية، لكي تمنح الزرقة البنفسجية سحر المجهول الغامض
.
اللوحة رائقة في
عين المشاهد، تأخذه بسحر التشكيل اللوني، وتغويه الى البعيد، الذي هو
في قلب
الألوان،
لا خارجها. |