المقاومة الدامية
هذه الكتلة من النحاس للنحات
سليم
عبد الله (1950) لا تشكل كيانات بشرية في حالة متشنجة
ومتوترة، كما توحي حركة السيقان الكثيرة. بل كيانات مقاومة في حالة
تعرض لضغوطات
قاهرة تقبل من اتجاه غامض، حتى لو كان اتجاها من فوق، كما توحي الكتل
الحجرية.
إن الاستدارة المعبأة ترمز لمحيط من الضغوط أوسع من أن يكون ذا اتجاه
واحد. السيقان التي تبدو مستندة علي قوة الأرض أكثر منها واقفة عليها
ليست سيقانا
بشرية فقط، بل حيوانية أيضا. والالتحام الغامض في الأجسام
مكتوم الأنفاس،
ومختنق،
ولا فسحة فيه للتنهدات.
إنها
حالة تعبير عن صرخة مكتومة، ولكن بصورة غير مائعة،
بصورة غير عاطفية. كل الخشونة في تفاصيل الكتلة هي بعث على الحركة
باتجاه المقاومة.
الكتل الصماء في الأعلى توحي بأنها مقاومة عابثة. ولكن السيقان الناطقة
في الأسفل
توحي بأنها مقاومة دامية، ولكن لا سبيل الى دحرها. |