صرخة كورس منفعل
قد تبدو هذه اللوحة للفنان زياد حيدر (مواليد 1954) تجريداً
خالصاً للوهلة الأولى. ألوان تشكل كتلا بفعل حركة سكين لا فرشاة.
والخطوط التي
تُبرز الكتل هي الحافات التي تتركها حركة السكين بالتماعة صفراء. إلا
أن التجريد
سرعان ما يلتم على نفسه في تشخيصات غائمة. مربع يشبه كتابة على جدار،
كتلة منفعلة
متحركة تشبه قيثارة. طية بلون الجلد المدبوغ تلتف على استدارة تشبه رأس
كيان
انساني.
ولكن التجريد يعود ليلاشي التشخيص، بحضور لوني وتقني غاية في الحركة
والانفعال، بين الأحمر الطيني وتفشي الاندفاعات السوداء. في حين يعزز
من انفعال
الكتلة تزاحم الأبيض الضبابي من الأعلى والأسفل.
هل احتاج الى عنوان للوحة لكي
يعينني علي حل رموزها؟ وهل تنطوي اللوحة بالضرورة علي رموز؟ ولم احتاج
الى دلالة
خارجها، إذا ما كنت أحس بكل هذا الانفعال والحركة داخلها؟ انها ليست
أغنية رعوية
لصوت منفرد، بل هي صرخة كورس منفعل ينطوي على هاجس تراجيدي ونذيري.
ان زياد بارع
في توظيف التقنية واللون، والتماهي بين التجريد والتشخيص، من أجل
تعبيرية لا تكف عن
إيصال انفعالها اليَّ. ولا أعرف لِمَ أشعر أن انفعالها ينم عن نذير
مصوت؟
هذا
إذا ما فلتت من براثن الطباعة الرديئة! |
|