عالم تتجرد فيه الأشياء
في هذه اللوحة للفنان فاضل نعمة (مواليد 1964) لا ينفرد اللون
بالتعبير بل يستعين بالتشكيل والتخطيط. كلاهما يسعيان لتكوين هيئة
مقاربة لشيء واقعي مألوف. ولكنهما بنفس الوقت يحرصان على استقلالهما
التجريدي، دون دلالة خارجهما. إنهما رائقان وحيويان يشبهان سوناتا
بيانو لموتسارت، تبدو حلوة، لعوباً، وطفولية في الظاهر، ولكنها في تأمل
معمارها (هنا في هذه اللوحة: خلط الألوان و توزيعها الى جانب حركة
الخطوط، دائرية، مستقيمة، وملتوية) معقدة وعميقة. هل الصورة لدمية
أطفال؟ أم طفلة؟ أم مدينة؟ الإجابة الحاسمة غير ضرورية بالتأكيد.
فاللوحة تسعى الى الأخذ بيدك الى عالم تتجرد فيه الأشياء، وتتحول الى
محض حركة من خطوط ومشاعر من ألوان.
ولكن فاضل لا يخفي علاقته الحميمة مع الهيئة الإنسانية. تأمل في
الدائرة العليا ضربتي فرشاة بنيتين على الجانبين، وأخري تميل الى
الحمرة في الأسفل: عينان وفم. وما تبقي أغنية ألوان. |