زاوية الحلم
الطابع الحلمي
أصبح
أكثر من خصيصة في لوحات نوري الراوي (مواليد
1925).
ولكن هذا الطابع الحلمي، الذي يخرج من ذاكرة متشبثة بالماضي، بالبيوت
الطينية الملمومة على بعض، يخفي شيئاً آخر
أحب
ان ألقي عليه بعض الضوء الان، إنه
ضرب من استغاثة فزع تكاد تكون مصونة، تتعارض مع ما توحي به التظليلات
الشفقية
الشاحبة من استكانة واستسلام، على العكس، تبدو لي التظليلات شبحية تعمق
من الصرخة
واستغاثة القرع. والفنان الراوي يستعين عادة بالأبواب
والنوافذ والسطوح المحدبة
ليعطي للبيوت هيئات شبه بشرية فاغرة الأفواه، ملمومة بدافع انعدام
الأمان.
في
اللوحة التي أمامنا هناك، بين الأبواب، واحدة تشبه فماً باتجاه الأفق.
ما من منطق
يربطها بهيئة الأبواب والنوافذ والبيوت. أسفل البيوت هناك استدارة
ناعور غارق في
عتمة منحته هيئة بيت عنكبوت. في الأعلى ثمة عمود غامض يخرج من المرتفع،
يزداد
بياضاً بقدر ما يخترق الأفق.
هذه عناصر تعبيرية عن فزع دفين، قد يحل في سويداء
ابن القرية الصغيرة المعزولة، التي
يحيطها
المجهول. |