شاعرية آراس
في
إحدى
لوحات
آراس
كريم (مواليد السليمانية 1961) يقدم رأس رجل
بهيئة متساوقة مع مشربة فخارية، بذات اللون الطيني. ولكن لون الطين
والرسم الذي
يعتمد الخط، ينمان عن بدائية ومخيلةٍ طفولية. فوق الرأس والمشربة مربع
أصغر يعرض
حقلاً وأفقاً. هذا الهاجس البدائي، الطفولي، الطبيعي، الميال الى لون
التربة
الميالة الى الحمرة، بفعل القدم والخصب، نجده في هذه اللوحة، التي تغني
الحواس
جميعاً. الألوان ليست مزاجية، بل تبدو وكأنها تولدت من اللون الرئيسي،
لون التربة
القاني. التشكيل ذاته ليس مزاجياً، بل يعتمد هندسة بصرية، إلا أن
شاعرية آراس أخفت
التوازن الدقيق (الكتل الست المستطيلة بما فيها من مزهريات ونبات) تحت
غلالة من
ضربات خطوط بدائية وطفولية لا تقل براعة. إنها موزعة الشبه بين بساط
قديم، وجدار من
طين، أو جدار أثري، أو صفحات من مخطوطة، أو حتى تعازيم سحرية. ومع انها
مجموعة كتل
موحدة، إلا أن الفنان تعامل معها ككتلة واحدة أحاطها بلون يشبه اطاراً.
ولكنه لم
يغفل اشاعة اللااستقامة البدائية البريئة في كل جزء وجانب، من أجل مزيد
من
الشعر. |