استراحة اللحظة الخالدة
الفنانة سعاد العطار (مواليد بغداد) ، وضعت بيتاً من
الشعر عنواناً لهذه اللوحة:" غني لها.. حتي نامت الكلمات". الواقع أن
المرأة هي التي
نامت. ولعل نومها يبدو استغراقاً عميقاً، حتى ليقرب من هدأة الموتى.
الضفائر
السابحة بعيداً تذكر بموت أوفيليا ، حتى أوراق النباتات والزهرة
البيضاء الوحيدة،
تبدو وكأنها تنتسب لعالم ليلي، أو سفلي، هذا إذا ما شجعتنا اللمسة
الأسطورية
السومرية في تخطيط الوجوه والعيون، وتلك الخطوط التي توحي بلفافات تحيط
أجساد
الموتى المحنطة، بأن نتخيل المشهد جميعاً وقد انتسب لعالم آخر وراء
عالمنا، هذا الذي
يغني فيه العشاق لبعضهم.
ربما أرادت اللوحة أن تعرض لعاشقين مستريحين في بستان،
ولكن الدوافع الدفينة قادت الى مرمى آخر. فالخضرة الداكنة، وخشونة
النبات والأوراق
التي تعزز الصمت، والعتمة العميقة التي تشكل الخلفية، والاضطجاعة باليد
المستسلمة
التي لا توحي بالاحتضان، كلها تأخذ بيد المشاهد الى اللحظة الخالدة،
لحظة يبدو فيها
بيت الشعر فُضلة لا معنى لها. |