ظل الماضي الظليل
هذه لوحة لزقاق بغدادي يلوح تكوينه كله عبر الضوء والظل.
بل من شق الضوء القاطع يحاول
ابراهيم العبدلي(مواليد ) أن يرى ملامح بيت بغدادي عريق
بشناشيله الخشبية، يتربع كشيخ عركته السنوات وهو يحدق في واجهة الزقاق
الأخري،
التي
تركها الفنان بهيئة تجريدية. ما من فضاء مفتوح، وفتحته الضيقة البعيدة
فضولية ولا
تنتسب اليه. انها فتحة لا تسمح إلا بشريط من الضوء يكفي لرشق لمسات
خفيفة على
تفاصيل الشناشيل لكي تبين، شريطة أن لا تفقد عالمها الداخلي الصامت، او
حياتها
السرية. هذه الحياة نصف المضاءة لا تسمح بالألوان، التي هي محض
انعكاسات للضوء،
والضوء متلصص بعيد. اللون الغالب هنا هو لون الخشب والطين، وشق الضوء
العمودي الذي
يوزع اللوحة علي كتلتين، تركه الفنان من أجل حركة عنيفة ولكن خفية،
كأنها لحظة
انفعال صارخة بصمت بسبب زوال متعمد لجلال بغداد، حتى ليبدو الشخصان
البعيدان، وهما
يدخلان حضرة الماضي، لا يجرآن على مغادرة فتحة الضوء التي تركتهما دون
ظلال، باتجاه
الظل الظليل.
|