ديوان الكوفة من 21-27/9/2005 (عدا الأحد والإثنين)
على امتداد قرابة ثمانية وعشرين سنة في المنفى اللندني، لم ينقطع الفنان العراقي صادق طعمة عن البحث عبر الخط واللون داخل لوحة الكانفس، متطلعاً عبر ذاكرته الى الماضي وحده. وكأن في هذا الماضي ينبوعاً، لا يغني بالضرورة عن الحاضر، أو عن السعي الى المستقبل، بل هو يعين على فهمهما. وهذا الماضي يملك أيضاً من الخزين الخيالي والعاطفي ما يجعله يكتفي بذاته كينبوع لعدد من الأنشطة الخيالية والجمالية، ومنها الرسم. صادق طعمة لم يكتفِ بحفريات الماضي الشخصي، حيث ملاعب الطفولة وأحلام الصبا والشباب التي تشبعت بها لوحاته في السنوات الطويلة الماضية. بل هو شاء أن يتجاوز الذاكرة الشخصية الى الذاكرة الجماعية الدفينة هذه المرة. في المعرض الشخصي الذي يقيمه له ديوان الكوفة يعود الفنان الى أحد هذه الينابيع من الذاكرة الجماعية العراقية، أعني الينبوع السومري، مهد حضارات عدة. يعود الى ملحمة گلگامش، ملحمة التساؤلات عن معنى الحياة وسر الموت. ويعود الى بقايا الكسر الطينية للرموز والكتابة المسمارية، والى الأختام الاسطوانية، وعيون الكائن الانساني المبهورة في المنحوتات. يعود الى كل هذه الينابيع الفنية ليستعيد ما خفي من معانيها الدفينة، أو يستلهم منها ما يمكن أن يشكل رؤيا عصرية. مستخدماً من أجل هذا الهدف، الى جانب الألوان، مواد إضافية مختلفة، داخل الإطار أو خارجه، تعينه على خلق ضرب من الخشونة تلائم المسافة الزمنية الطويلة التي تفصلنا عن هذا الجذر العراقي. الفنان صادق طعمة من مواليد 1952. تخرج من معهد الفنون الجميلة في بغداد عام 1974، ثم غادر العراق بعد سنوات عمل وجيزة الى لندن عام 1978 ، وهو يقيم فيها ناشطاً حتى اليوم. أسهم في معارض جماعية وشخصية كثيرة تجاوزت الثمانية والثلاثين معرضاً. ولقد حصل مؤخراً على الماجستير في الفن من جامعة مدل سيكس، لندن.
Sadiq Toma: Tel. 0208 8458373 Mobile. 07976608620 Email. Sadiq.toma@btopenworld.com
|
|